responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن جزي = التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : ابن جزي الكلبي    جلد : 2  صفحه : 337
الصافات
أَيُّهَا الضَّالُّونَ خطاب لكفار قريش وسائر الكفار فَشارِبُونَ عَلَيْهِ الضمير للمأكول فَشارِبُونَ شُرْبَ [1] الْهِيمِ وزن الهيم فعل بضم الفاء، وكسرت الهاء لأجل الياء وهو جمع أهيم، وهو الجمل الذي أصابه الهيام بضم الهاء. وهو داء معطش يشرب معه الجمل حتى يموت أو يسقم، والأنثى هيماء، وقيل: جمع هائم وهائمة، وقيل: الهيم الرمال التي لا تروى من الماء، وهو على هذا جمع هيام بفتح الهاء. وقرئ شرب بضم الشين [2] واختلف هل هو مصدر أو اسم المشروب وقرئ بالفتح وهو مصدر فإن قيل: كيف عطف قوله: فشاربون على شاربون ومعناهما واحد، فالجواب أن المعنى مختلف لأن الأول يقتضى الشرب مطلقا، والآخر يقتضي الشرب الكثير المشبه لشرب الهيم هذا نُزُلُهُمْ النزل أول ما يأكله الضيف فكأنه يقول: هذا أول عذابهم فما ظنك بسائره فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ تحضيض على التصديق إما بالخالق تعالى، وإما بالبعث لأن الخلقة الأولى دليل عليه.
أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ هذه الآية وما بعدها تتضمن إقامة براهين على الوحدانية، وعلى البعث وتتضمن أيضا وعيدا وتعديد نعم. ومعنى تمنون: تقذفون المني أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ هذا توقيف [سؤال] يقتضي أن يجيبوا عليه بأن الله هو الخالق لا إله إلا هو نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ [3] أي جعلناه مقدرا بآجال معلومة وأعمار منها طويل وقصير ومتوسط وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ المسبوق على الشيء هو المغلوب عليه بحيث لا يقدر عليه ونبدل أمثالكم: معناه نهلككم ونستبدل قوما غيركم، وقيل: نمسخكم قردة وخنازير وننشئكم معناه نبعثكم بعد هلاككم وفيما لا تعلمون معناه ننشئكم في خلقة لا تعلمونها على وجه لا تصل عقولكم إلى فهمه. فمعنى الآية أن الله قادر على أن يهلكهم وعلى أن يبعثهم ففيها تهديد واحتجاج [إقامة الحجة] على البعث فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ تحضيض على التذكير والاستدلال بالنشأة الأولى على النشأة الآخرة، وفي هذا دليل على صحة القياس أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ المراد بالزراعة هنا إنبات ما يزرع وتمام خلقته، لأن ذلك مما انفرد الله به ولا يدعيه غيره، قال

[1] قوله أو آباؤنا قرأ نافع وابن عامر أو آباؤنا بسكون الواو في أو وقرأ الباقون بالفتح. [.....]
[2] قرأ عاصم ونافع وحمزة: شرب بضم الشين وقرأ الباقون بالفتح: شرب.
[3] قرأ ابن كثير: قدرنا بدون تشديد والباقون: قدّرنا. وهما لغتان بمعنى واحد.
نام کتاب : تفسير ابن جزي = التسهيل لعلوم التنزيل نویسنده : ابن جزي الكلبي    جلد : 2  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست